الاثنين، نونبر 27، 2006

ما هو الأمن اللغوي ؟

Alain BENTOLILA
يبدو أن فرنسا وحلفائها منشغلين هذه الأيام برسم خطة للدفاع عن ما يسمى بالأمن اللغوي بالمغرب. فما هو اللاأمن اللغوي ؟ وماعلاقة الدارجة بذلك؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها الأستاذ عبد القادر الفاسي الفهري مدير معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب في مقال له بجريدة العلم المغربية بعنوان "العربية، الاستراتيجية والأمن" . إليكم ما جاء فيه :
صنفت السلطات الأمريكية مؤخرا اللغة العربية لغة استراتيجية في التعليم، ويتسارع عدد كبير من الأمريكيين إلى تعلم العربية باعتبارها مكونا لغويا وثقافيا عربوفونيا ناجعا في التكوين. وقد حسمت السلطات التربوية الفرنسية لصالح اختيار تبني تعليم عربي ازدواجي (يراعي الأبعاد الكتابية والشفهية للمتصل اللغوي العربي بين فصيحه وعاميه). وفي إسرائيل، تم ترسيم اللغة العربية إلى جانب العبرية، وتحمل اللوحات الإشهارية إعلانات بالعربية وبالعبرية.

وبموازاة مع هذا، وضد التيار، تتحرك أقلية من الجامعيين الفرنسيين، الحاملة لتصور اختزالي للغة العربية، بهدف فرض بديل لهجي "مغاربي" يبدو أن أوروبا تتفرد به! وهي بذلك تتبنى أطروحات متجاوزة من عهد ليوطي، حينت من أجل تلافي "اللاأمن اللغوي" بالمغرب (؟!)، المتولد عن "لأفكار الثابتة والمتخلفة"، وعن "لأصوليات والتعصبات" التي تحملها أدبيات العربية (كذا!). وهكذا يوظف الخلط و"الملغمة"، باسم الدفاع عن التواصل والحوار، والحق في "اللغة الأم" ووظائفها (المغلوطة) في التعليم، ومعالجة إشكال الازدواجية، والتعدد اللغوي، الخ. المنطق ضعيف، والتشخيص تبسيطي، والتحليل ساذج، وغير موضوعي، وغير مقارن، ومتسرع من أجل تطبيق وصفة بترية، على حساب اللغة العربية العصرية المعيرة، التي تكتسب في المدرسة.

فهذه الأخيرة توصف قدحيا بالعربية »الكلاسيكية«، تبتر بشفرة أوكام، لصالح عربية لهجية تثمن إلى حد العمى، دون استدلال علمي ولا احتساب موضوعي للنتائج الدرامية لهذا الاختيار المائع والسيء القصد. إنك لا تحتاج إلى أن تكون خبيرا لسانيا لتفكك هذا التفكير المخادع، والمتهور والبتري. إنه تفكير بعيد عما نعرفه عن واقع اتصال اللغات، في محيط التعدد اللسني واللغوي في مختلف البلدان، بعيد عن واقع تفاعل اللغات في النمو المعرفي، بعيد عن الواقع المقارن للحلول، أما عما نعرفه عن لغات المدرسة وعلائقها باللغات المتداولة خارجها، أو الروائز الموظفة لتشخيص ما يسميه هؤلاء الجامعيون »بالقطيعة« بين لغة المدرسة ولغة البيت، الخ. إن مراكمة المخادعة والزيف المركنتيلي لا يزعج زملاءنا المربين / اللغويين فيما يبدو!

إن الدارجة المغربية (الحاملة لعناصر ثقافية غنية ومتنوعة) تختص بتنوع كبير في نظام المفردات، وقواعد النحو والصرف والنطق والدلالة، الخ، بحسب المناطق، والبوادي أو الحواضر، والطبقات الاجتماعية، والمستويات الثقافية، الخ. حاول أن تسمي فاكهة، أو خضرة، أو حلوى، أو حدثا أو حالة، الخ. فستجد أن التسميات متنوعة جدا، سواء أكانت ذات أصول عربية، أو أمازيغية، أو أجنبية ممغربة (فرنسية أو إسبانية، الخ) أو متخطية لهذه المصادر كلها في نفس الوقت، بحسب الطبقات الاجتماعية، والأصول الإثنية، الخ. حاول أن تلصق أداة تعريف باسم، أو بناء مركب عددي، أو استعمال الحساب، أو إلصاق ضمير بحرف أو فعل أو اسم، أو رصد مواقع الأسوار أو الإشارة أو التعريف، الخ، في تركيب اسمي، أو معرفة كيف نستعمل اسم الفاعل أو اسم المفعول للدلالة على الزمن والجهة، الخ. قارن بين نص من »الملحون« أو زجل آخر أو نص شعبي، الخ.

سيتضح لك سريعا أن الدارجة المغربية تتسم بصعوبة أكبر في أنظمتها للتسمية، والتركيب والنطق ولبناء الدلالة، أكثر مما تتسم به العربية الفصيحة العصرية. وأحد المؤشرات على هذه الصعوبة أن الدراسات الوصفية المتوفرة لهذا النظام اللهجي (واللهجات العربية الأخرى كذلك) أقل تفصيلا ودقة وتطورا، مقارنة مع وصفيات اللغة العربية المعيرة (حتى لانقول إنها ضعيفة وغير ملائمة) لتتحول الدارجة إلى لغة للمدرسة، تحتاج الى جهود كبرى في التقعيد والتعيير، تؤدي الى تأخير المغرب عدة عقود. والأذكى من هذا أن ازدواجية جديدة ستحل أوتوماتيكيا بين اللغة المعيرة الجديدة واللهجات المتداولة الجديدة، مع مساوئ ضخمة القطيعة مع لغة العلوم والتراث الحي، ولغة ذات رمزية متميزة، ولغة ذات مؤشر تواصلي مرتفع، وذات قوة اقتصادية لايستهان بها، الخ. فحل شفرة أوكام في الازدواجية العربية المغريبة يبدو انتحاريا بالنسبة للغة الهوية في التعليم، مؤديا بالضرورة الى تخليها عن مكانتها لصالح اللغات الأجنبية.

لقد كانت الازدواجية اللغوية موضوع عدد من الدراسات السوسيولسانية التي لم تقرنها فيما نعلم »بالقطيعة« المزعومة، بل عدتها ظاهرة طبيعية، ناتجة عن وظائف مغايرة للغة المدرسة، التي تعتمد التجريد، والاستعمال »المهذب« السليم، واللغة خارج المدرسة ، التي لها أشكال تعبيرية ومضامينية أخرى. وقد شغل تدبير الفجوات المتولدة عن الازدواجية أو التعدد اللسني باستمرار (والازدواجية بين المكتوب والمنطوق) مجامع اللغة العربية، وكذلك اللسانيين المخططين أو المربين العرب. ورغم أن هذه المؤسسات دعت بإلحاح الى الحد من الفجوات بتعيير المفردات اللهجية (من بين أشياء أخرى)، فإنه لم يقم أي عمل لساني عميق، ولم ينفذ أي مخطط شمولي، نتيجة نقص في الخبرات في مجال اللسانيات المقارنة (من بين مجالات أخرى)، وغياب رؤية واضحة وانعدام الإدارة. ولعل ضمور الوسائل، و »مؤامرات« الإدارة، والسن المتقدم للمجمعيين ووضعهم الدائم ومحافظتهم، واستنساخ هذه المجامع للأكاديمية الفرنسية (التي نشأت ونمت في سياق تاريخي ولساني مغاير)، واستنزاف الجهود في تحديد اللغة السليمة، وتوحيد المصطلح، الخ، كلها عوامل جسدت عوائق في وجه أي تخطيط لساني تجديدي، بتصور ناجع وملائم للبلدان المعنية. ثم إن تيسير النحو لم يكتب له التوفيق، في غياب لسانيين مقارنين ومخططين جادين. ولاقت نفس المصير مشاريع تحديث المعاجم، و»المعجم التاريخي« الذي خطط له فيشر، ومات بموت مقترحه.

إن نقطة القوة بالنسبة للمغرب هو أنه يزخر بالأطر اللسانية والعلمية والتربوية التي بإمكانها أن تضع إصلاحا شاملا واندماجيا للغنى التنوعي وبدائل ألسن الهوية، بما فيها اللغة العربية الفصيحة، لغة المدرسة الموحّدة. وهذه الطاقات مهيأة ومنفتحة للإفادة من طاقات زملاء من بلدان أخرى في التصور والإنجاز. ولايصح أن تستنزف جهود هؤلاء الخبراء في التصدي لمشكل وضع اللغات الموجودة، أو أكثر من ذلك، في الدفاع عن الاختزالية الساذجة، التي تحمل أكثر من غيرها بذور اللاأمن والمغامرة. إن البرنامج يجب أن يركز على تحقيق الأدوات والمنتوجات التي تبرز بالواضح الرغبة في تجديد اللغة، والرفع من حيوتها، وتجديد مضامينها، وتيسير تعلمها بناء على اختيارات واضحة ومعللة، تعيد تهيئة مفرداتها، وقواعدها، وطرق تلقينها، الخ ولا يصح أن يكون نهجهم الاستنساخ. ولا يمكن أن تكلل جهودهم بالنجاح دون إرادة واضحة للدولة في أعلى مستوياتها، بأن تنهض بلغتها الرسمية، وألسن الهوية، وإقرارتوجهات واضحة في مجال اللغات الأجنبية.

إن مفهوم »اللغة الأم« في البلدان العربية لايدرك في انفصال عن المتصل اللغوي الازدواجي التعددي العربي (بين لغة فصيحة ولغات وسيطة ولغات عامية). ولا معنى لأن نَعُدُّ كل مكون في هذا المتصل لغة قائمة الذات، وأن نختلق »قطائع« زائفة مع أن الاتصال يتم بأحد هذه المكونات بحسب السياق. لنقارن ألمانية المدرسة بالألمانية المتداولة أو العامية، وعبرية المدرسة بالعبرية الشفهية، وإنجليزية المدرسة بالإنجليزيات الشعبية، الخ. إن اللغات المعبّرة نفسها لاتخلو من تنوع، كما هو معلوم. إن اللغة الفرنسية لاتقل تنوعا، سواء في داخل فرنسا أو خارجها. وما الحديث عن »القطيعة« بين المعير وغير المعير إلا خدعة.

وإن من الخداع أيضا أن نزعم أن الطفل الذي لايتعلم بلغته الأم معوّق ومحكوم عليه بالفشل في الدراسة. ولعل المثال المضاد الفاضح هو ما يجري مع عبرية إسرائيل. ففي هذا البابل اللغوي، الذي مصدره الهجرة الكثيفة، نجد لغات أم متعددة، منها العربية والروسية، واللغات الأوروبية، الخ، مع أن العبرية هي لغة المدرسة. ثم إن لغات الاستعمال اليومي هي العربية والروسية والإنجليزية (التي ليست رسمية، بل مشتركة) واليديش، إلى جانب العبرية. وكثير من الأمهات والآباء يتعلمون العبرية عبر أبنائهم (في المدرسة). ومثال آخر صارخ هو الألمانية، بفروقاتها اللهجية الدرامية بين ألمانيا العليا والسفلى. ومعلوم أن الاسبانيكوس في الولايات المتحدة قد اختاروا ديمقراطيا تعليم أبنائهم بالإنجليزية. وقريب هنا بالمغرب، هناك أطفال مغاربة يكونون في البعثات الأجنبية بلغة غير لغتهم، مع أنهم لايعانون من الأصولية المتعصبة أو الفشل الدراسي أكثر من أولئك الذين تكونوا في مدارس عمومية بلغتهم. وثقوا بأن لائحة الأمثلة طويلة.

إن النهج الاختزالي ينبع من رؤية غير واقعية وخاعة. صحيح أن المغرب يحتاج بإلحاح إلى الإصلاح. إصلاح كل مجال. يجب إصلاح البيداغوجية، من بين أشياء أخرى، وإصلاح اللغة العربية وتعليمها. وينبغي البحث عن الجودة في كل مستوى (المناهج، الدعائم الديداكتيكية، المدرّس، المدبّر، إلخ). إلا أن إصلاح شؤون العربية (كجزء من كل شامل) لايعني إطلاقا الاستئصال بشفرة أوكام.
معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب

Quand l’insécurité linguistique obscurcit l’avenir du Maroc Alain BENTOLILA, L'economiste

الأربعاء، نونبر 15، 2006

ثمن الخدمات المستوردة

Redal Lydec Amendis

"ريضال سيري بحالك المغرب ماشي ديالك" كان هذا أحد الشعارات التي رفعها يوم الثلاثاء سكان الرباط خلال احتجاجاتهم ضد الزيادات في الأسعار أمام شركة الماء والكهرباء "ريضال" . هذه الوقفة جاءت ضمن سلسلة من الإحتجاجات ضد غلاء المغيشة التي تعرفها بعض المدن المغربية منذ شهر رمضان والتي تواجه في كثير من الأحيان بالقمع من طرف قوات الأمن .

والحقيقة أن غلاء الأسعار شيئ طبيعي في ظل تحرير الإقتصاد والخوصصة وفتح الباب أمام الشركات الآجنبية. فمثلا شركة ريضال تنتمي لمجموعة فيوليا الفرنسية التي تسير قطاع الماء والكهرباء في عدد من المدن المغربية والتي بدورها تنتمي للشركة الفرنسية العملاقة فيفاندي التي تسيطر على أغلب أسهم شركة إتصالات المغرب؛ وهاته الأخيرة تعتبر البقرة الحلوب للمجموعة، فلقد حققت مردودية عالية فاقت 40 في المائة وأنجزت 20 في المائة من أرباح المجموعة الفرنسية في مجال الإتصالات ووسائل الإعلام خلال هاته السنة. نفس الشيئ بالنسبة لشركة الماء والكهرباء في الدار البيضاء فهي تابعة للمجموعة الفرنسية سويز عن طريق فرعها ليونيز.

سياسة الخوصصة أدت إلى تفويت خدمات عمومية أخرى مثل النقل العمومي والنظافة في بعض المدن وهذا لايمكن أن يؤدي إلا إلى زيادة تكاليف المعيشة للمواطن العادي. فالشركات الأجنبية ليست هنا من أجل المصلحة العامة ولكن جاءت لتحقيق مردودية تساوي أو تتعدى مثيلاتها في دول المصدر كما أن عقودها مع الإدارة المحلية توفر لها حماية إذا احتاجت إلى الزيادة في الأسعار.

أصبح من الصعب الآن الإستغناء عن تلك الشركات في تسيير مدننا بعد أن أظهرت تجارب العقود الماضية عجز السلطات المحلية في تقديم الخدمات الحيوية للمواطنين حتى أبسطها مثل تنظيف الشوارع إما بسبب ضعف الموارد المادية والبشرية أو الفساد. لكن نفس هاته الأسباب قد تؤدي إلى عدم مراقبة تنفيد دفتر التحملات من قبل الشركات الأجنبية وتوصلنا إلى حلقة مفرغة.

وعلى ذكر شركة ريضال فلقد سبق وأن كتبت أن أحد مديريها رفض تقبل شكوى من المواطنين لأنها ليست مكتوبة بالفرنسية متجاهلا أن العربية هي اللغة الرسمية في المغرب. واليوم أثناء بحثي حول الشركة وجدت أنها حصلت في بداية السنة على جائزة فرنسية "للتنوع الثقافي" لخدمتها اللغة الفرنسية من خلال برنامجها "محو الأمية الفرنسية " للمستخدمين المغاربة. كان من الأجدى لمديري رضال الفرنسيين أوالمفرنسين أن يتعلموا العربية حتى يسهل عليهم التواصل مع مستخدميهم و زبنائهم وقد يجنبهم هذا مزيدا من المظاهرات والإحتجاجات.


إقرأ أيضا:
مغاربة يحتجون على شركة فرنسية للماء والكهرباء ويطالبون برحيلها - رويترز
بسبب الأرباح الضخمة التي حققتها.."اتصالات المغرب'' تنقذ ''فيفاندي'' - جريدة التجديد
قمع السلطات المحلية للمحتجين على غلاء فواتير الماء الشروب والإنارة - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
اتصالات المغرب تقتل سوق الإنترنيت - علي الوكيلي
عريضة باللغة العربية إلى مدير شركة ريضال - عبد القادر العلمي
تقرير صندوق النقد الدولي عن المغرب-إدريس ولد القابلة/الحوار المتمدن
توظيف أموال المهاجرين في المغرب- عبد العزيز الرماني
سكنى الأجانب في مراكش - عبد اللطيف المصدق
صناع المغرب : هل فعلا في مستوى رفع التحدي ؟ - الدار الكبيرة
مصانع البطالة - هشام برجاوي

شكوى تلميذ من الشمال

وصلتني الرسالة التالية من تلميذ من مدينة تطوان بشمال المغرب إسمه علاء أبرون أنشرها مع شكري له على المساهمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وبعد:

أحيي كل الإخوة الذين عملوا على إثارة هذا الموضوع المهم الذي يشغل بال العديد من الشباب المغاربة وخصوصا التلاميذ، فبصفتي تلميذ أعلن عن رفضي لهذه اللغة التي لا تدخل لا في ثقافتي ولا في ثقافة المجتمع المصغر الذي أعيش فيه-مدينتي-فكما هو معلوم أن المغرب يتمتع بتنوع ثقافي كبير خصوص بعد خوض المغرب تجربة الحماية الفرنسية والإسبانية والتي نتجت عنها لائحة طويلة من السلبيات وايجابيات معدودة على رؤوس الأصابع. ولعل أبرز السلبيات إلى جانب تمزيق الوحدة الترابية للمغرب وخلق الفرقة بين المغربة العرب والأمازيغ المستعربين والغير مستعربين...

خلف هذا الاستعمار إدارة مغربية مفرنسة وتعليما مفرنسا وحياة اجتماعية ذات طابع فرنسي .وأصبحت اللغة الفرنسية في العديد من البيوت المغربية لغة للتخاطب خصوصا في منطقة المغرب النافع. ولم يقف الأمر إلى هذا الحد فقد عملت الدولة المغربية بكوادرها على جعل اللغة الفرنسية لغة رسمية ومدسترة بعد اللغة العربية لكن اللغة العربية أصبحت عند المسؤولين تذكرهم بالماضي الأسود والتقوقع على الذات فظهر هذا التيار المتطرف الذي عمل على فرنسة المجتمع والإدارة عن طريق التعليم...


لعلنا نحن تلاميذ الشمال المغربي من أكبر المتضررين من هذا الوضع الذي يؤثر بشكل مباشر في مستقبلنا الدراسي ومسيرتنا الدراسية فنحن تلاميذ وطلبة الشمال المغربي مجتمعنا لا يتوفر على حظ أوفر من البثقافة الفرنسية بالإضافة إلى ضعف جودة التعليم ...وبالتالي فنسبة التلاميذ الذين يتمكنون من تعلم الفرنسية بشكل جيد تصبح جد متدينة . وأأكد أن أغلبية الطلبة و التلاميذ يضطرون لتغيير مسار دراستهم محاولة منهم تجنب الفرنسية. نحن إذن أصبحنا نكره الفرنسية والمتكلمين بها وخصوصا المغاربة الذين يتواصلون فيما بينهم بهذه اللغة البغيضة التي لا تذكرنا سوى بالفشل...

أنا أكبر معارض للمد الفرنكفوني على حياتنا وأنا مجرد عينة .فأنا أستطيع أن أحصي الألاف من الحالات التي أعرفها فقط. وأتمنى أن يتغير هذا الوضع، وأنا متأكد بأن هذا الوضع سيتغير مادامت بدور التغيير موجودة . فما ضاع حق ورائه طالب. فالسبيل إذن هو تبني كل الأحزاب المغربية لهذا المشروع وطرحه في البرلمان والتكثيف من دور الترجمة بدل التقليد الأعمى دون مراعاة خصوصيتنا اللغوية. وهذا أيضا موضوع آخر لا ينفصل عن الأول.

والسلام

الخميس، نونبر 09، 2006

شاهد فيلم كندي عن مغرب السبعينيات

هذا الشريط الوثائقي من إنتاج الإذاعة والتلفزة الكندية سنة 1978 بعنوان "المغرب: أنا أيضا أتكلم الفرنسية" يتحدث عن موقع اللغة الفرنسية في مواجة العربية الفصحى والدارجة وموقف الحكومة من ذلك . أقدم لكم هذا الشريط ولو أنه بالفرنسية لأهميته التاريخية وأيضا لأن صوره معبرة فلا تحتاج لمعرفة اللغة للتعرف على مغرب السبعينيات. والملاحظ أن قضية اللغة لاتزال مطروحة بنفس الشكل بعد مرور ثلاثة عقود على هذا الشريط والوضع لم يتغير كثيرا و لازال لصالح لغة أمنا فرنسا.

أشكر الأخ المدون سليمان باه (fr) الذي أرسل لي الوصلة وفرجة ممتعة !!!



Le Maroc - Moi aussi je parle français

شاركونا بآرائكم في هذا الشريط وشكرا.
أخوكم أحمد

الثلاثاء، نونبر 07، 2006

جريدة المساء: خلايا حزب فرنسا في المغرب

نشرت جريدة المساء المغربية الشهر الماضي ملفا تحت عنوان: "خلايا حزب فرنسا في المغرب: من الدعوة إلى تكريس الفرنسة إلى العمل على تعميم الدارجة" أنقله لكم اليوم لأهميته. يحتوي الملف على المواضيع التالية:
حوار مع المهدي المنجرة : الاستعمال المكثف للدارجة يسعى للقضاء على العربية حوار مع محمد غالم : الدارجة رهان خاسر حوار مع عصيد : العربية جامدة ومثقلة بتراثها اللاهوتي نواة حزب فرنسا في المغرب : السيطرة على الشركات الكبرى و احتكار الإعلام الأسماء الفرنسية تغزوا واجهات المحلات التجارية : فرنسا أمنا الأخرى
اضغط هنا لقراءة ملف جريدة المساء كاملا- نوع بي دي اف - حجم 1300 كيلوبايت *للتحميل: أنقر على الوصلة بالزر الأيمن ثم حفظ باسم… مع شكري للجريدة على طرحها للموضوع وللأخ محمد لشيب لتفضله بإرساله لي على شكل بي دي اف.

الخميس، نونبر 02، 2006

حوار مع صاحب مدونة بلا فرنسية!

ضمن سلسلة حوارات مع مدونين عرب ، نشر اليوم المدون المغربي محمد سعيد احجيوج حورا أجراه معي حول التدوين والمدونات، واللغة العربية واستعمال الفرنسية في المغرب. نص الحوار تنادي مدونة بلا فرنسية إلى مغرب بدون استعمار لغوي، وشعارها: “خاطبني بلغتي يا ابن بلدي!”. تهدف المدونة إلى: “لفت النظر إلى موضوع الإستقلال الثقافي الذي له أهمية في بناء مستقبل زاهر للمغرب لكنه بقي برغم مجهودات الكثيرين في آخر أولويات الأفراد والمؤسسات. خاصة في ظل الظروف المعيشية التي تجعل أغلب الناس لا يفكرون إلا في أساسيات الحياة: عمل وقوت يوم.. أما العربية فهي في القنوات الفضائية والأمازيغية عند الجدات…”

صاحب المدونة هو أحمد، يقول عن نفسه: “شاب مغربي تلقيت تعليمي مجانا في المدارس العمومية. تصارعت من أجل تعلم الفرنسية لأنجح في تعليمي، أحب القراءة باللغة العربية وبذلت جهدا خاصا لتعلم اللغة الإنجليزية لأنها لغة العلوم الحديثة.”

“أحمد”، هذا هو الاسم الذي تستخدمه في مدونتك. هل يمكن أن نقول بأنك تدون باسم مستعار؟ كمدون من المغرب، ما هي الدوافع التي يمكن أن تدفعك للتدوين بهوية مجهولة؟

لا أدون بإسمي الكامل لأنني أردت أن يكون الإهتمام منصبا على محتوى المدونة ورسالتها وليس على شخصي. كما أن الكتابة بهذا الشكل تعطي مجالا أوسع لحرية التعبير.

كيف تنظر إلى “المدونة”؟ هل هي مجرد موقع شخصي سهل التحديث؟ مساحة حرية خارج حدود الرقابة؟ أم ماذا…

المدونة بالنسبة لي أداة لحرية الرأي ودمقرطة الإعلام. فلست بحاجة إلى تصريح ولا تمويل ولا شهادة جامعية لأقول رأيي في أي موضوع أشاء. والمدونة أيضا مختبر للأفكار. فمثلا، قبل بدايتي للتدوين لم أكن أعرف كيف ينظر الناس الآخرون لقضية اللغة. ولا أخفي أنني برغم إيماني بالقضية تفاجأت لكثرة المؤيدين لها. لكن الأغلبية كثيرا ماتكون صامتة.

اللغة العربية في المغرب تحتضر. مدونتك تنادي بترك الفرنسية وبمغرب بدون فرنسية. السؤال: كيف ترى قدرة المدونات على التأثير في المغرب؟

كلمة تحتضر فيها كثير من التشاؤم. والمناضل لايجب أن يكون متشائما لأن التفاؤل بغد أحسن هو الذي يدفع الناس للعمل. شخصيا لست خائفا على مستقبل العربية فهي لغة عالمية متواجدة في جميع دول العالم. يحبها أزيد من مليار مسلم ويتعلمها لسبب أو لآخر أعداء المسلمين وأصدقاؤهم. وبالرغم من التخلف العلمي للعرب، فإن العربية استفادت من التقنيات الحديثة للإتصال وتجد دعما من منتجي البرمجيات كما أن الأنترنت ساهم في نشر كتب الثرات والعلوم بهذه اللغة.

بالنسبة للمغرب، المشكلة هي في استخدام الفرنسية في الإعلام والتعليم والعمل. وهو بذلك لا يختلف عن كثير من دول العالم التي توضع في خانة العالم الثالث -جلها مستعمرات فرنسية سابقة في إفريقيا. ولن يتغير وضعنا هذا حتى نهتم بلغتنا.

الطرح الذي أدعو إليه هو جعل اللغة الوطنية أداة من أدوات التنمية والتقدم العلمي. لهذا وضعت في مقدمة المدونة مقولة الدكتور المهدي المنجرة “لا توجد أي دولة في العالم انطلقت في المجال التكنولوجي دون الاعتماد على اللغة الأم، وهذا يحصل حتى مع إسرائيل، والصين، والهند، وإيران بعد أن حصل مع اليابان” .

وهذا الطرح أعتقد أنه سيكون أكثر جدوى من الطرح الديني الذي يدعونا أن نستعمل العربية لأننا مسلمون والطرح السياسي العروبي الذي يدعو إلى استخدام العربية من أجل تحقيق الوحدة العربية. كلاهما فشلا لأن العربية ليست من أركان الإسلام وأغلب المسلمين لايتكلمون العربية ولأن وحدة اللغة لا تسهل ولا تعيق الوحدة السياسية والإقتصادية كما يتضح من تجربة الاتحاد الأوروبي. وهنا أشير أنني مع النهوض بالأمازيغية أيضا لأنها جزء من الهوية المغربية.

بالنسبة لمدونة بلافرنسية، فلقد لقيت صدى طيبا لدى الكثيرين ولله الحمد، وأحب أن أشكر كل المتتبعين الذين تواصلوا معي وأيدوا الفكرة. وأعتقد أنها نجحت في إثارة الاهتمام بالقضية بشكل جديد. أما تغيير الواقع فهذا خارج عن طاقتي لكن ربما بتضافر جهود مدونين آخرين يمكن أن تتحقق بعض الإنجازات.

أكثر من ثمانين في المئة من المدونات المغربية تكتب بغير اللغة العربية. بعض المدونين العرب ذوي الشهر العالمية اختاروا الكتابة باللغة الانجليزية للدفاع عن قضاياهم المحلية في الخارج. المدونون المغاربة الذي اختاروا الفرنسية، هل فعلوا ذلك حقًا للدفاع عن قضايا المغرب خارج المغرب أم الأمر مجرد استلاب ثقافي أم هو محض اختيار شخصي غير محكوم بأي خلفيات معينة؟

سبب استخدام الفرنسية في المدونات لايختلف عن سبب استخدامها في وسائل الاتصال الأخرى مثل الجرائد مثلا. هناك فئة من المدونين إما بسبب تكوينهم الفرنسي أو عملهم لايتصورون أن تكون العربية لغة اتصال خاصة مع المتعلمين وهم بذلك يقصون نسبة كبيرة من المغاربة من جمهورهم. المدونات المغربية العربية في تكاثر مستمر. فمثلا تجاوز عددها 1300 على خدمة مكتوب وحدها بعدما كانت أقل من مائة قبل سنة. وهذا شئ طبيعي لأنه بالرغم من كل المشاكل فالعربية تبقى لغة الاتصال المفضلة عند المغاربة وهذه الحقيقة يحاول المسؤولون عن الإعلام تجاهلها كما هو الحال بالنسبة لبعض المدونين.

ما تقييمك لمحتوى المدونات المغربية؟

التدوين في المغرب ظاهرة حديثة لكن الكثير من المدونات تستحق القراءة. ما نفتقده حتى الآن هو مدونات مناضلة كما هو الحال في مصر والصين وأمريكا وإيران التي أصبح للتدوين فيها دور سياسي لا يستهان به.

إلى أي حد تحضر القضايا المصيرية (سياسية واجتماعية) في المدونات المغربية؟ بصيغة أخرى: هل تواكب المدونات المغربية التطورات داخل المغرب؟

الكثير من المدونين يواكب الأحداث الجارية لكن لاتزال كتاباتهم غير قادرة على التأثير في مجريات الأمور.

من خلال متابعاتك للمدونات المغربية، أيها تجدها الأفضل: تلك المكتوبة بالعربية أم المكتوبة بالفرنسية؟

عدا تلك المتخصصة في مجال التقنيات، أجد المدونات المكتوبة بالعربية أكثر فائدة لأنها تعكس الواقع والقضايا الحقيقية للشعب المغربي.

في رسالة قصيرة توجهها إلى المدون المغربي، ماذا تقول له؟

للذي يكتب بالفرنسية أقول خاطبني بلغتي يا ابن بلدي! وللجميع مزيدا من التواصل من أجل بناء مجتمع تدويني يمكن أن يساهم في التغيير ورسم مستقبل مشرق للمغرب.

بالمقارنة مع المدونات العربية، أين تضع التجربة المغربية؟

أظن أن التجربة المصرية تبقى رائدة في النضال السياسي والخليجية في تحدي الأنظمة الإجتماعية التقليدية. في المغرب، لانزال نفتقد لقضايا تأطر عملنا ولإطار يجمع شتاتنا لكن هناك مدونين مغاربة نجحوا على المستوى العالمي.

كلمة أخيرة؟

مطلوب مزيد من المدونين. المقابل صفر والمتعة لاتقدر بثمن.