الأربعاء، يوليوز 05، 2006

الفرنسيون لم يرحلوا غداة الاستقلال

Chirac
راجعت الكاتبة والصحافية المغربية مريم التيجي الكتاب الجديد للصحفي الفرنسي جون بيير توكوا المعنون "جلالة الملك، أنا مدين لوالدك بالكثير: المغرب وفرنسا قضية عائلية". وجاء في الكتاب معطيات مهمة حول ارتباط المغرب بفرسا وإليكم بعضها:

- اختار صحفي /لوموند/ أن يكون عنوان كتابه جزء من تصريح للرئيس الفرنسي، عقب وفاة العاهل المغربي السابق الحسن الثاني، فقبل أن يوارى جثمان الملك الراحل الثرى قال شيراك للملك الجديد محمد السادس، حسب ما جاء في الكتاب: "جلالة الملك، أنا مدين لوالدك بالكثير، وإذا رغبتم فإن كل ما منحني إياه سأبذل كل جهدي لكي أرده لك..". ويتساءل الكاتب عن هذا الذي منحه الحسن الثاني لجاك شيراك وجعله مدينا له حتى بعد وفاته.... وذكر بأن الملك الحسن الثاني قابل جاك شيراك أحد عشر يوما فقط قبل وفاته، بعد أن شعر بتدهور حالته الصحية، وأوصاه بـ"أن يراعي بناته وأبنائه، وأن يكون لهم بمثابة الأب، وأن يساعد الملك المقبل محمد السادس في مهمته كملك، حينما يغادر هو إلى دار البقاء".

- شيراك يتدخل في أمور عائلية للأسرة الحاكمة في المغرب، ويعتبر كبرى بنات الحسن الثاني الأميرة للا مريم الأقرب إليه، إذ يحملها رسائل وتوجيهات تقوم بتبليغها لأخيها الملك محمد السادس .

- يكشف بيير توكوا عن جزء من دين الحسن الثاني في عنق شيراك، عندما يقول إن حقائب مملوءة بالأموال كانت تتوجه بانتظام من الرباط إلى باريس لدعم جاك شيراك في حملته الانتخابية، لكن دون أن تترك أي دليل يؤكد هذه الحقيقة.

- الرئيس الفرنسي هو من كان وراء القرار الأكثر رمزية، الذي اتخذه محمد السادس منذ وصوله إلى السلطة، ويتعلق الأمر بتعديل قانون الأسرة.. وهذا ما أكده السفير الإسباني بالرباط فرناندو أرياس عندما صرح بعد إعلان التعديل ".. تعديل قانون الأسرة لم يكن ليحصل لولا فرنسا..".

- توحي مجموعة من المعطيات، التي أوردها الكاتب الفرنسي أن فرنسا لم ترحل عن المغرب بعد إعلان استقلاله، وربما هذا ما أراد أن يشير إليه من خلال نشر الكتاب في الذكرى الخمسين لخروج الاستعمار الفرنسي من البلاد،

- سجل توكوا أن معظم السياسيين في المغرب حاصلين على جنسية فرنسية، وأغلبهم يفضلون التقاعد في الديار الفرنسية، كما فعل الزعيم اليساري الشهير عبد الرحمن اليوسفي، وأقوى رجل في عهد الحسن الثاني إدريس البصري واللائحة تطول.

- ولا يجد الكاتب أبلغ من شهادة وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري على هذه الوضعية، إذ يقول: "اشترى الفرنسيون كل شيء وليس هناك من فلت من قبضتهم". والغريب في هذه العلاقة أن الفرنسيين عادة لا يجلبون أموالا ضخمة لاستثمارها في المغرب، بل يجلبون فقط جنسيتهم الفرنسية وخبرتهم للاستثمار والربح داخل سوق تحولت إلى منجم للذهب بالنسبة للفرنسيين، مما يفسر جزء من العلاقة الفرنسية المغربية، التي تدعم فيها العلاقات العائلية الغامضة، المصالح التجارية والمالية، وخصوصا للفرنسيين في المغرب.

عن مجلة أقلام التي تعنى بشؤون المغرب العربي

إقرأ أيضا:
فك الارتباط ونزع مسامير جُحا - الأستاذ عبد اللطيف المصدق

هناك تعليق واحد:

name يقول...

تحية تقدير للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ولتصريحاته الاخيرة التي تنم عن وطنية صادقة اتجاه الاستعمار الفرنسي ولممجديه منا ومنهم