إلى عشاق كرة القدم

لا يختلف إثنان أن حديث العامة والخاصة والشارع والإعلام في المغرب - كما في كثير من دول العالم- خلال هذا الشهر هو كرة القدم. فبالرغم من عدم تحقق حلم إستضافة نهائيات كأس العالم، وحتى التأهل لتمثيل إفريقيا في ألمانيا، سيتابع المغاربة بكل حماس جميع المقابلات، وسيتحدثون مع أصدقائهم ومعارفهم عن أجمل الأهداف و أمهر اللاعبين وأحق الفرق بالكأس. لكن طعم المونديال هذه السنة لن يكون بمثل طعم سابقيه لأننا سنفتقد فريقنا الوطني ولاعبيه وجمهوره الذي لا يترك الفرصة تمر دون تحمل أعباء السفر إلى البلاد المحتضنة للمونديال ويأتي حاملا لرايات المغرب لابسا ألوانها مرددا للشعار الوطني ورافعا صوته بالهتاف لينتصر الفريق المغربي وهذا في نظري قمة الوطنية وحب الوطن التي لا يوجد لها نظير في مجال آخر من حياتنا نحن المغاربة.
غير أنني أقول لهذه الجمهور المحب لوطنه أنه إذا كانت فرصة الإنتصار للفريق الوطني قد ضاعت فإن فرصة الإنتصار للوطن لم تضع بعد. فهناك الكثير من المنافسات التي يشارك فيها المغرب على الصعيد الدولي ويحتاج للمساندة القوية حتى لايخسر أمام بلدان أخرى. هذه المنافسات ليست رياضية لكنها مصيرية، أهمها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، ونتائج البلد في هذا المضمار إلى الآن لاتزال غير مرضية، إن لم نقل مخجلة. فإذا كان تصنيف الفريق الوطني في الرتبة 36 عالميا، متقدما على دول غنية مثل النرويج وكبيرة مثل الصين، فإن رتبة المغرب على جدول الأمم المتحدة للتنمية البشرية هي 124 ، متخلفا على جل دول العالم بما فيها الكونغو والفيتنام وكوبا! أسباب هذه الهزيمة ترجع إلى ضعف البنيات التحتية مثل المدارس والطرقات والمستشفيات الشئ الذي يأدي إلى ضعف نمو وتنافسية الإقتصاد الوطني وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
أما على الصعيد الثقافي فثقافة بلادنا وخاصة في ميدان اللغة لاتزال تمنى بالهزيمة تلوى الأخرى في قلب البلاد وأصبحنا نرى جانبا كبيرا من الجمهور يشجع الفريق الأجنبي ويربي أبناءه على حب اللغة الأجنبية. لذا أطلب من الجمهور المخلص لوطنه أن ينهض لنصرة لغة بلاده لكي تحتل المكانة المشرفة أمام لغات العالم. فلم تنتصر لغة أبدا بدون جمهور يعشقها ويبذل الغالي والنفيس لتتفوق وتفوز. كما أننا لا يجب أن ننسى نصف المجتمع الذي إعتبره المسؤولون "غير نافع" و أجلسوه خارج الملعب لعدم معرفته للكتابة والقراءة ضنا منهم أن بلادنا يمكن أن تنتصر بنصف أعضائها فقط.
دمتم مدافعين عن الوطن،
أخوكم أحمد
----------------------
إقرأ أيضا:
كأسهم الحرة، وكأسنا المرة! - م.س. احجيوج
نيني ومصلحة المستهلكين ومركز مراقبة التسمم والتسرطن - رضوان تروان
غير أنني أقول لهذه الجمهور المحب لوطنه أنه إذا كانت فرصة الإنتصار للفريق الوطني قد ضاعت فإن فرصة الإنتصار للوطن لم تضع بعد. فهناك الكثير من المنافسات التي يشارك فيها المغرب على الصعيد الدولي ويحتاج للمساندة القوية حتى لايخسر أمام بلدان أخرى. هذه المنافسات ليست رياضية لكنها مصيرية، أهمها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، ونتائج البلد في هذا المضمار إلى الآن لاتزال غير مرضية، إن لم نقل مخجلة. فإذا كان تصنيف الفريق الوطني في الرتبة 36 عالميا، متقدما على دول غنية مثل النرويج وكبيرة مثل الصين، فإن رتبة المغرب على جدول الأمم المتحدة للتنمية البشرية هي 124 ، متخلفا على جل دول العالم بما فيها الكونغو والفيتنام وكوبا! أسباب هذه الهزيمة ترجع إلى ضعف البنيات التحتية مثل المدارس والطرقات والمستشفيات الشئ الذي يأدي إلى ضعف نمو وتنافسية الإقتصاد الوطني وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
أما على الصعيد الثقافي فثقافة بلادنا وخاصة في ميدان اللغة لاتزال تمنى بالهزيمة تلوى الأخرى في قلب البلاد وأصبحنا نرى جانبا كبيرا من الجمهور يشجع الفريق الأجنبي ويربي أبناءه على حب اللغة الأجنبية. لذا أطلب من الجمهور المخلص لوطنه أن ينهض لنصرة لغة بلاده لكي تحتل المكانة المشرفة أمام لغات العالم. فلم تنتصر لغة أبدا بدون جمهور يعشقها ويبذل الغالي والنفيس لتتفوق وتفوز. كما أننا لا يجب أن ننسى نصف المجتمع الذي إعتبره المسؤولون "غير نافع" و أجلسوه خارج الملعب لعدم معرفته للكتابة والقراءة ضنا منهم أن بلادنا يمكن أن تنتصر بنصف أعضائها فقط.
دمتم مدافعين عن الوطن،
أخوكم أحمد
----------------------
إقرأ أيضا:
كأسهم الحرة، وكأسنا المرة! - م.س. احجيوج
نيني ومصلحة المستهلكين ومركز مراقبة التسمم والتسرطن - رضوان تروان