شكوى تلميذ من الشمال
وصلتني الرسالة التالية من تلميذ من مدينة تطوان بشمال المغرب إسمه علاء أبرون أنشرها مع شكري له على المساهمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وبعد:
أحيي كل الإخوة الذين عملوا على إثارة هذا الموضوع المهم الذي يشغل بال العديد من الشباب المغاربة وخصوصا التلاميذ، فبصفتي تلميذ أعلن عن رفضي لهذه اللغة التي لا تدخل لا في ثقافتي ولا في ثقافة المجتمع المصغر الذي أعيش فيه-مدينتي-فكما هو معلوم أن المغرب يتمتع بتنوع ثقافي كبير خصوص بعد خوض المغرب تجربة الحماية الفرنسية والإسبانية والتي نتجت عنها لائحة طويلة من السلبيات وايجابيات معدودة على رؤوس الأصابع. ولعل أبرز السلبيات إلى جانب تمزيق الوحدة الترابية للمغرب وخلق الفرقة بين المغربة العرب والأمازيغ المستعربين والغير مستعربين...
خلف هذا الاستعمار إدارة مغربية مفرنسة وتعليما مفرنسا وحياة اجتماعية ذات طابع فرنسي .وأصبحت اللغة الفرنسية في العديد من البيوت المغربية لغة للتخاطب خصوصا في منطقة المغرب النافع. ولم يقف الأمر إلى هذا الحد فقد عملت الدولة المغربية بكوادرها على جعل اللغة الفرنسية لغة رسمية ومدسترة بعد اللغة العربية لكن اللغة العربية أصبحت عند المسؤولين تذكرهم بالماضي الأسود والتقوقع على الذات فظهر هذا التيار المتطرف الذي عمل على فرنسة المجتمع والإدارة عن طريق التعليم...
لعلنا نحن تلاميذ الشمال المغربي من أكبر المتضررين من هذا الوضع الذي يؤثر بشكل مباشر في مستقبلنا الدراسي ومسيرتنا الدراسية فنحن تلاميذ وطلبة الشمال المغربي مجتمعنا لا يتوفر على حظ أوفر من البثقافة الفرنسية بالإضافة إلى ضعف جودة التعليم ...وبالتالي فنسبة التلاميذ الذين يتمكنون من تعلم الفرنسية بشكل جيد تصبح جد متدينة . وأأكد أن أغلبية الطلبة و التلاميذ يضطرون لتغيير مسار دراستهم محاولة منهم تجنب الفرنسية. نحن إذن أصبحنا نكره الفرنسية والمتكلمين بها وخصوصا المغاربة الذين يتواصلون فيما بينهم بهذه اللغة البغيضة التي لا تذكرنا سوى بالفشل...
أنا أكبر معارض للمد الفرنكفوني على حياتنا وأنا مجرد عينة .فأنا أستطيع أن أحصي الألاف من الحالات التي أعرفها فقط. وأتمنى أن يتغير هذا الوضع، وأنا متأكد بأن هذا الوضع سيتغير مادامت بدور التغيير موجودة . فما ضاع حق ورائه طالب. فالسبيل إذن هو تبني كل الأحزاب المغربية لهذا المشروع وطرحه في البرلمان والتكثيف من دور الترجمة بدل التقليد الأعمى دون مراعاة خصوصيتنا اللغوية. وهذا أيضا موضوع آخر لا ينفصل عن الأول.
والسلام
هناك تعليقان (2):
سيدي,
قرأت باهتمام بالغ الرسالة التي وجهت إليك من طرف ذلك التلميذ المحترم وأدهشني كرهه للغة الفرنسية. فكيف يمكن لشخص أن يكره لغة. ذكر في رسالته أنه يكرهها لأنها تذكره بالفشل و بالإستعمار. لا أظن أن هذا التلميذ عاش حقبة الإستعمار حتى تذكره لغة فيها.
فيما يخص المشاكل التي تواجهه للتمكن من هذه اللغة فأنا أشاطره الرأي فيما يخص الملاحظة لا التحليل. التعليم في بلادنا تعليم شعبي في الواجهة فقط أما على أرض الواقع فهو تعليم نخبوي محض. كم منا يتقنون الكتابة باللغة العربية؟ كم يستطيعون القيام بتحليل جيد لموضوع ما؟
طرح مشكل اللغة يمنع من تناول المشكل الأساسي ألا و هو مشكل التعليم في بلادنا, مشكل تلامذة القسم التاسع الأساسي الأميين...
المدونون المغاربة الملتزمون باللغتين العربية أو الفرنسية معدودون على أطراف الأصابع فأرجو ألا نضيف على هذه القلة تفرقة ولنتحاور جميعا عسى اختلاف وجهات أنظارنا يشرق بفجر يوم طال إنتظاره
السلام عليكم
أنا من سوريا.حلب
........
بشكل عام
نحن ببلاد الشام...نرى المغرب العربي
بعيد كل البعد عم الوطن العربي لاعتناقه الفرنسية
......حيث التواصل اللغوي مقطوع
.....
و لكن هذه المقالة...أعادت لي بعض الثقة و بصيص من الأمل ببقاء هذه اللفة حية في صدور أخواننا المغاربة
..
و فقكم الله
و السلام عليكم
إرسال تعليق