ثمن الخدمات المستوردة
"ريضال سيري بحالك المغرب ماشي ديالك" كان هذا أحد الشعارات التي رفعها يوم الثلاثاء سكان الرباط خلال احتجاجاتهم ضد الزيادات في الأسعار أمام شركة الماء والكهرباء "ريضال" . هذه الوقفة جاءت ضمن سلسلة من الإحتجاجات ضد غلاء المغيشة التي تعرفها بعض المدن المغربية منذ شهر رمضان والتي تواجه في كثير من الأحيان بالقمع من طرف قوات الأمن .
والحقيقة أن غلاء الأسعار شيئ طبيعي في ظل تحرير الإقتصاد والخوصصة وفتح الباب أمام الشركات الآجنبية. فمثلا شركة ريضال تنتمي لمجموعة فيوليا الفرنسية التي تسير قطاع الماء والكهرباء في عدد من المدن المغربية والتي بدورها تنتمي للشركة الفرنسية العملاقة فيفاندي التي تسيطر على أغلب أسهم شركة إتصالات المغرب؛ وهاته الأخيرة تعتبر البقرة الحلوب للمجموعة، فلقد حققت مردودية عالية فاقت 40 في المائة وأنجزت 20 في المائة من أرباح المجموعة الفرنسية في مجال الإتصالات ووسائل الإعلام خلال هاته السنة. نفس الشيئ بالنسبة لشركة الماء والكهرباء في الدار البيضاء فهي تابعة للمجموعة الفرنسية سويز عن طريق فرعها ليونيز.
سياسة الخوصصة أدت إلى تفويت خدمات عمومية أخرى مثل النقل العمومي والنظافة في بعض المدن وهذا لايمكن أن يؤدي إلا إلى زيادة تكاليف المعيشة للمواطن العادي. فالشركات الأجنبية ليست هنا من أجل المصلحة العامة ولكن جاءت لتحقيق مردودية تساوي أو تتعدى مثيلاتها في دول المصدر كما أن عقودها مع الإدارة المحلية توفر لها حماية إذا احتاجت إلى الزيادة في الأسعار.
أصبح من الصعب الآن الإستغناء عن تلك الشركات في تسيير مدننا بعد أن أظهرت تجارب العقود الماضية عجز السلطات المحلية في تقديم الخدمات الحيوية للمواطنين حتى أبسطها مثل تنظيف الشوارع إما بسبب ضعف الموارد المادية والبشرية أو الفساد. لكن نفس هاته الأسباب قد تؤدي إلى عدم مراقبة تنفيد دفتر التحملات من قبل الشركات الأجنبية وتوصلنا إلى حلقة مفرغة.
وعلى ذكر شركة ريضال فلقد سبق وأن كتبت أن أحد مديريها رفض تقبل شكوى من المواطنين لأنها ليست مكتوبة بالفرنسية متجاهلا أن العربية هي اللغة الرسمية في المغرب. واليوم أثناء بحثي حول الشركة وجدت أنها حصلت في بداية السنة على جائزة فرنسية "للتنوع الثقافي" لخدمتها اللغة الفرنسية من خلال برنامجها "محو الأمية الفرنسية " للمستخدمين المغاربة. كان من الأجدى لمديري رضال الفرنسيين أوالمفرنسين أن يتعلموا العربية حتى يسهل عليهم التواصل مع مستخدميهم و زبنائهم وقد يجنبهم هذا مزيدا من المظاهرات والإحتجاجات.
إقرأ أيضا:
مغاربة يحتجون على شركة فرنسية للماء والكهرباء ويطالبون برحيلها - رويترز
بسبب الأرباح الضخمة التي حققتها.."اتصالات المغرب'' تنقذ ''فيفاندي'' - جريدة التجديد
قمع السلطات المحلية للمحتجين على غلاء فواتير الماء الشروب والإنارة - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
اتصالات المغرب تقتل سوق الإنترنيت - علي الوكيلي
عريضة باللغة العربية إلى مدير شركة ريضال - عبد القادر العلمي
تقرير صندوق النقد الدولي عن المغرب-إدريس ولد القابلة/الحوار المتمدن
توظيف أموال المهاجرين في المغرب- عبد العزيز الرماني
سكنى الأجانب في مراكش - عبد اللطيف المصدق
صناع المغرب : هل فعلا في مستوى رفع التحدي ؟ - الدار الكبيرة
مصانع البطالة - هشام برجاوي
والحقيقة أن غلاء الأسعار شيئ طبيعي في ظل تحرير الإقتصاد والخوصصة وفتح الباب أمام الشركات الآجنبية. فمثلا شركة ريضال تنتمي لمجموعة فيوليا الفرنسية التي تسير قطاع الماء والكهرباء في عدد من المدن المغربية والتي بدورها تنتمي للشركة الفرنسية العملاقة فيفاندي التي تسيطر على أغلب أسهم شركة إتصالات المغرب؛ وهاته الأخيرة تعتبر البقرة الحلوب للمجموعة، فلقد حققت مردودية عالية فاقت 40 في المائة وأنجزت 20 في المائة من أرباح المجموعة الفرنسية في مجال الإتصالات ووسائل الإعلام خلال هاته السنة. نفس الشيئ بالنسبة لشركة الماء والكهرباء في الدار البيضاء فهي تابعة للمجموعة الفرنسية سويز عن طريق فرعها ليونيز.
سياسة الخوصصة أدت إلى تفويت خدمات عمومية أخرى مثل النقل العمومي والنظافة في بعض المدن وهذا لايمكن أن يؤدي إلا إلى زيادة تكاليف المعيشة للمواطن العادي. فالشركات الأجنبية ليست هنا من أجل المصلحة العامة ولكن جاءت لتحقيق مردودية تساوي أو تتعدى مثيلاتها في دول المصدر كما أن عقودها مع الإدارة المحلية توفر لها حماية إذا احتاجت إلى الزيادة في الأسعار.
أصبح من الصعب الآن الإستغناء عن تلك الشركات في تسيير مدننا بعد أن أظهرت تجارب العقود الماضية عجز السلطات المحلية في تقديم الخدمات الحيوية للمواطنين حتى أبسطها مثل تنظيف الشوارع إما بسبب ضعف الموارد المادية والبشرية أو الفساد. لكن نفس هاته الأسباب قد تؤدي إلى عدم مراقبة تنفيد دفتر التحملات من قبل الشركات الأجنبية وتوصلنا إلى حلقة مفرغة.
وعلى ذكر شركة ريضال فلقد سبق وأن كتبت أن أحد مديريها رفض تقبل شكوى من المواطنين لأنها ليست مكتوبة بالفرنسية متجاهلا أن العربية هي اللغة الرسمية في المغرب. واليوم أثناء بحثي حول الشركة وجدت أنها حصلت في بداية السنة على جائزة فرنسية "للتنوع الثقافي" لخدمتها اللغة الفرنسية من خلال برنامجها "محو الأمية الفرنسية " للمستخدمين المغاربة. كان من الأجدى لمديري رضال الفرنسيين أوالمفرنسين أن يتعلموا العربية حتى يسهل عليهم التواصل مع مستخدميهم و زبنائهم وقد يجنبهم هذا مزيدا من المظاهرات والإحتجاجات.
إقرأ أيضا:
مغاربة يحتجون على شركة فرنسية للماء والكهرباء ويطالبون برحيلها - رويترز
بسبب الأرباح الضخمة التي حققتها.."اتصالات المغرب'' تنقذ ''فيفاندي'' - جريدة التجديد
قمع السلطات المحلية للمحتجين على غلاء فواتير الماء الشروب والإنارة - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
اتصالات المغرب تقتل سوق الإنترنيت - علي الوكيلي
عريضة باللغة العربية إلى مدير شركة ريضال - عبد القادر العلمي
تقرير صندوق النقد الدولي عن المغرب-إدريس ولد القابلة/الحوار المتمدن
توظيف أموال المهاجرين في المغرب- عبد العزيز الرماني
سكنى الأجانب في مراكش - عبد اللطيف المصدق
صناع المغرب : هل فعلا في مستوى رفع التحدي ؟ - الدار الكبيرة
مصانع البطالة - هشام برجاوي
هناك تعليق واحد:
شكرا لك على الزيارة والتعليق.
أخوك أحمد
إرسال تعليق