الثلاثاء، فبراير 27، 2007

إنطلاقة مبادرة العموميات العربية

عن مدونة أنس طويلة:
بعد عدة أشهر من التحضيرات والعمل، تم بعونه تعالى إطلاق مبادرة العموميات العربية في الأول من كانون الثاني 2007.

تهدف هذه المبادرة إلى نشر ثقافة العموميات الخلاقة Creative Commons في الوطن العربي وإلى بناء وتطوير المكتبة الرقمية العمومية العربية. سيوفر موقع مبادرة العموميات العربية على الإنترنت: www.arabcommons.org الدعم والمساعدة للفنانين والمؤلفين والمبدعين العرب في اختيار إتفاقية ترخيص العموميات الخلاقة Creative Commons الملائمة لأعمالهم ومتطلباتهم إضافة إلى تجميع الأعمال الفنية والأدبية والإبداعية المنشورة ضمن هذه الإتفاقيات وإتاحتها لأوسع شريحة ممكنة من القراء والمتذوقين.

آمل أن تكون هذه المبادرة خطوة أخرى على طريق حلمي (والذي أتمنى أن يكون حلم الكثيرين أيضاً) الذي طال انتظاره لبناء مكتبة عمومية عربية حية، غنية ومتجددة.

ماهي الملكية العمومية؟

عندما يقوم فنان أو مهندس أو مفكر ما بإنجاز عمل إبداعي في أي حقل من حقول المعرفة فإن من حق هذا المبدع أن يحصل على حصة عادلة من مردود أعماله. لقد تطورت قوانين حماية الملكية الفكرية بغية تلبية هذه الحاجة في ضمان حق مبتكري الأعمال الفكرية وتشجيع المزيد من الإبداع. إلا أن هذه القوانين وبسبب التأثير الهائل للشركات الكبرى على آليات سن التشريعات قد انحرفت عن مسارها الصحيح لتصبح آليات لتقييد المستخدم واستغلال الأعمال الفكرية تجارياً بشكل مفرط مما أدى إلى جعلها أداة لإعاقة عملية الإبداع عوضاً عن دعمها وتطوريها. كما أن قوانين حماية الملكية الفكرية الحالية بالإضافة إلى ذلك لا تنصف المبدع نفسه، بل إن الحصة الأكبر من عوائد العمل الإبداعي تعود إلى الشركات الكبرى والتي تملك قدرة هائلة في التأثير والضغط على المبدعين لتلبية مآربها وخدمة أهدافها.

تهدف حركة الملكية العمومية إلى تصحيح هذا الخلل وإعادة التوازن لقوانين حماية الملكية الفكرية لتصبح أكثر عدلاً بالنسبة لضمان حقوق المبدعين إضافة إلى تشجيع الإبداع والنتاج الفكري عبر تخفيف القيود المفروضة على استخدام النتاج الفكري من قبل الآخرين.

تتلخص فلسفة الملكية العمومية في تحرير كل من المبدع، المستخدمين والمبدعين الآخرين من القيود الصارمة التي تفرضها قوانين حماية الملكية الفكرية. فهي تتيح للمبدع توزيع نتاجه الفكري ضمن طيف واسع من القيود أو الحريات، فهو يستطيع مثلاً السماح بإعادة توزيع أو تعديل أعماله لأغراض غير تجارية، أو إتاحة تعديل هذه الأعمال شريطة التنويه إلى إسمه باعتباره المطور الأساسي لهذه الأعمال.

لقد حظيت حركة الملكية العمومية بكثير من الإهتمام نتيجة أثرها المباشر في تنشيط حركة الإبداع الفكري وإعادة توزيع الحقوق بشكل أكثر عدلاً، كما أن المواد التي توزع ضمن إتفاقيات تراخيص الملكية العمومية تتزايد يوماً تلو الآخر مشكلةً مكتبة ضخمة من الأعمال التي يمكن استخدامها وربما تعديلها بمعزل عن تأثير الجهات الإحتكارية.

إلا أن النتاج الفكري العربي لم يتأثر كثيراً بهذا النشاط والوعي المتزايد بأهمية الملكية العمومية وآثارها المباشرة في دعم تطوير العملية الإبداعية. إن السبب الرئيس في ذلك يرجع إلى عدم ترافق حركة التوعية بأهمية الملكية العمومية بنشاطات خاصة باللغة العربية تقوم بتعريف المبدعين والمستخدمين بمزايا هذه الفلسفة وما يمكن أن تقدمه من دعم للإنتاج الفكري الإبداعي العربي.

أنشئت مبادرة العموميات العربية بهدف تجاوز هذه العقبات ونشر ثقافة الملكية العمومية في الوطن العربي عبر تعريف المبدعين والمستخدمين بفلسفة الملكية العمومية وأدواتها ودعم مشاريع تطوير النتاج الفكري العمومي باللغة العربية.

عن موقع العموميات العربية

ليست هناك تعليقات: