مدونون مصريون في السجون من أجل بلادهم
منذ تفجرت أزمة القضاة في مصر، هب العديد من أصحاب المدونات الشخصية المصرية الى إعلان تضامنهم «الكترونياً» مع القضاة المعتصمين، وهو التضامن الذي صعّد الى درجة المشاركة الفعلية مع جموع المتظاهرين السلميين المؤيدين لـ «استقلال القضاء».
وشهدت المدونات سجالات وحملات تأييد إلكترونية عاتية للقضاة، إلا أن وقوعهم في قبضة الأمن لم يحدث إلا بعد نزولهم الفعلي إلى الأرض.
وبلغ عدد المدوِّنين الذين ألقي القبض عليهم منذ اندلاع التظاهرات المؤيدة للقضاة والمعارضة للدولة في نيسان (ابريل) الماضي ستة مدونين هم مالك مصطفى ومحسن عادل ومحمد الشرقاوي، وكريم الشاعر، وأسماء علي، إضافة إلى «المبلوغ» الأشهر علاء أحمد سيف الإسلام الذي يدون وزوجته منال في manalaa.net. وهي المدونة التي حازت جائزة في مسابقة المدونات التي نظمتها منظمة «صحافيون بلا حدود» و «دويتش فيللة» الألمانية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
لكن أصداء القبض على «مبلوغين» تختلف تماماً عن القبض على مواطنين «غير مبلوغين»، بمعنى أن أجواء البلوغة وروح الرفاق التي هي سمة الغالبية العظمى من أصحاب المدونات الشخصية، على اختلاف، بل وعلى رغم تناقض ميولهم وأهوائهم، تقيم الدنيا ولا تقعدها حين «يقع» أحدهم في مأزق كهذا.
الصدى الأول غير المتوقع تماماً كان إضافة أنجزها علاء من داخل الزنزانة بعد فترة وجيزة من القبض عليه، وعلى ما يبدو، فقد أنجزت من خلال هاتفه المحمول، ربما قبل أن يتنبه المسؤولون الى ذلك. كتب علاء في مدونته الى زوجته: «اليوم أيقنت، أنا حقاً مسجون، لست متأكداً من مشاعري، كنت أعتقد بأنني بخير، ولكن الطريقة التي ينظر بها إليّ زملاء الزنزانة تشير إلى انني لست بخير، يقولون لي إن هذه الزنزانة هي لـ «الجرائم النفسية»، الجميع يواجه تهمة ضرب أفضى إلى موت. أكتب هذه الكلمات حتى لا يفهم زملائي من المساجين ما أكتب، وإن كنت غير متأكد من أن الكلمات ستصل إلى المدونة».
هذه الكلمات جذبت ما يزيد على 1100 قراءة في أيام قليلة، معظمها يؤيد علاء في أزمته، وإن كان البعض يتشفى فيه بسبب آرائه وانتماءاته العلمانية والليبرالية التي لا يتحملها أصحاب الاتجاهات الدينية.
الطريف أن أحد المعلقين أهدى علاء وزوجته منال أغنية يستمعان إليها بتحميلها من أحد المواقع ويتضح أن الموقع هو «موقع التغيير» الذي يمكن من خلاله الاستماع إلى «الأغاني التي تدعو إلى تغيير الأوضاع في مصر»، ومن هذه الأغاني «سنة أولى تغيير» و «هنواصل مشوارنا» و «أطفال من أجل التغيير» و «ياعـبدالعزيز مخيون» و «كفاية» و «حملتنا شعبية»، لكن أحدث الإصدارات أغنية بعنوان «أصرخ بأعلى صوتك». والظريف أن الموقع يقدم كذلك «سينما التغيير التي تعود بواحدة من أقوى أفلامها بعنوان كلنا محاربون»، مع تحياتنا للمشاهدين بسهرة ممتعة.
المدونون الذين لم يلق القبض عليهم بعد، منهم من بات يعرف بحكم حنكته التقنية أن مدونته «تحت المراقبة»، فمثلاً أحدهم - ويسمي نفسه sandmonkey كتب أن مدونته يزورها العاملون في «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» في مجلس الوزراء المصري، وذلك من خلال رصده لـ IP's التي يستخدمونها، وهو ما جعله يكتب لهم ساخراً: «أهلاً بأفراد المركز، كيف حالكم اليوم؟ أرجو أن تنعموا بإقامة سعيدة».
لكن يبدو أن قطاعاً من المدونين مصمم على المضي قُدماً، بل وابتكار كل ما هو جديد ومختلف للتفوق في حرب «توم وجيري» الدائرة بين الأمن و»المبلوغين» حالياً. فتحميل الفيديو المصور بالهواتف المحمولة من مواقع التظاهرات على المدونات وطرحها أمام العالم لحظة حدوثها سلاح لا يمكن الاستهانة به، ولا تنفع معه «التكذيبات الرسمية» و «موجات النفي الإعلامية الحكومية» التي تعقب الحدث، ومن ثم فإنه يمكن اعتبار موجة احتجاز المدونين البداية «الرسمية» بمعنى الاعتراف الرسمي بأهمية المدونين المعارضين، وإن كان الاعتراف في حد ذاته «غير رسمي» أي غير موثق أو «مدون»، فالمدونات باتت في حكم الموبقات التي تعكر الأمن والاستقرار.
الطريف أن المدونين المحتجزين منهم من هو من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، ومنهم الليبرالي، ومنهم الوطني المستقل الهادف إلى التغيير.
عن موقع دار الحياة
إقرأ أيضا:
التدوين العربي تحت المجهر - الأستاذ عبد اللطيف المصدق
المدونون - برنامج تحت المجهر، الجزيرة
ماهي المدونة؟ - موسوعة ويكيبيديا
حركة التضامن مع قضاة ضد الطغاة - الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
التماطل في سن قوانين لمكافحة الفساد - د. عبد العزيز الرماني
وشهدت المدونات سجالات وحملات تأييد إلكترونية عاتية للقضاة، إلا أن وقوعهم في قبضة الأمن لم يحدث إلا بعد نزولهم الفعلي إلى الأرض.
وبلغ عدد المدوِّنين الذين ألقي القبض عليهم منذ اندلاع التظاهرات المؤيدة للقضاة والمعارضة للدولة في نيسان (ابريل) الماضي ستة مدونين هم مالك مصطفى ومحسن عادل ومحمد الشرقاوي، وكريم الشاعر، وأسماء علي، إضافة إلى «المبلوغ» الأشهر علاء أحمد سيف الإسلام الذي يدون وزوجته منال في manalaa.net. وهي المدونة التي حازت جائزة في مسابقة المدونات التي نظمتها منظمة «صحافيون بلا حدود» و «دويتش فيللة» الألمانية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
لكن أصداء القبض على «مبلوغين» تختلف تماماً عن القبض على مواطنين «غير مبلوغين»، بمعنى أن أجواء البلوغة وروح الرفاق التي هي سمة الغالبية العظمى من أصحاب المدونات الشخصية، على اختلاف، بل وعلى رغم تناقض ميولهم وأهوائهم، تقيم الدنيا ولا تقعدها حين «يقع» أحدهم في مأزق كهذا.
الصدى الأول غير المتوقع تماماً كان إضافة أنجزها علاء من داخل الزنزانة بعد فترة وجيزة من القبض عليه، وعلى ما يبدو، فقد أنجزت من خلال هاتفه المحمول، ربما قبل أن يتنبه المسؤولون الى ذلك. كتب علاء في مدونته الى زوجته: «اليوم أيقنت، أنا حقاً مسجون، لست متأكداً من مشاعري، كنت أعتقد بأنني بخير، ولكن الطريقة التي ينظر بها إليّ زملاء الزنزانة تشير إلى انني لست بخير، يقولون لي إن هذه الزنزانة هي لـ «الجرائم النفسية»، الجميع يواجه تهمة ضرب أفضى إلى موت. أكتب هذه الكلمات حتى لا يفهم زملائي من المساجين ما أكتب، وإن كنت غير متأكد من أن الكلمات ستصل إلى المدونة».
هذه الكلمات جذبت ما يزيد على 1100 قراءة في أيام قليلة، معظمها يؤيد علاء في أزمته، وإن كان البعض يتشفى فيه بسبب آرائه وانتماءاته العلمانية والليبرالية التي لا يتحملها أصحاب الاتجاهات الدينية.
الطريف أن أحد المعلقين أهدى علاء وزوجته منال أغنية يستمعان إليها بتحميلها من أحد المواقع ويتضح أن الموقع هو «موقع التغيير» الذي يمكن من خلاله الاستماع إلى «الأغاني التي تدعو إلى تغيير الأوضاع في مصر»، ومن هذه الأغاني «سنة أولى تغيير» و «هنواصل مشوارنا» و «أطفال من أجل التغيير» و «ياعـبدالعزيز مخيون» و «كفاية» و «حملتنا شعبية»، لكن أحدث الإصدارات أغنية بعنوان «أصرخ بأعلى صوتك». والظريف أن الموقع يقدم كذلك «سينما التغيير التي تعود بواحدة من أقوى أفلامها بعنوان كلنا محاربون»، مع تحياتنا للمشاهدين بسهرة ممتعة.
المدونون الذين لم يلق القبض عليهم بعد، منهم من بات يعرف بحكم حنكته التقنية أن مدونته «تحت المراقبة»، فمثلاً أحدهم - ويسمي نفسه sandmonkey كتب أن مدونته يزورها العاملون في «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» في مجلس الوزراء المصري، وذلك من خلال رصده لـ IP's التي يستخدمونها، وهو ما جعله يكتب لهم ساخراً: «أهلاً بأفراد المركز، كيف حالكم اليوم؟ أرجو أن تنعموا بإقامة سعيدة».
لكن يبدو أن قطاعاً من المدونين مصمم على المضي قُدماً، بل وابتكار كل ما هو جديد ومختلف للتفوق في حرب «توم وجيري» الدائرة بين الأمن و»المبلوغين» حالياً. فتحميل الفيديو المصور بالهواتف المحمولة من مواقع التظاهرات على المدونات وطرحها أمام العالم لحظة حدوثها سلاح لا يمكن الاستهانة به، ولا تنفع معه «التكذيبات الرسمية» و «موجات النفي الإعلامية الحكومية» التي تعقب الحدث، ومن ثم فإنه يمكن اعتبار موجة احتجاز المدونين البداية «الرسمية» بمعنى الاعتراف الرسمي بأهمية المدونين المعارضين، وإن كان الاعتراف في حد ذاته «غير رسمي» أي غير موثق أو «مدون»، فالمدونات باتت في حكم الموبقات التي تعكر الأمن والاستقرار.
الطريف أن المدونين المحتجزين منهم من هو من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، ومنهم الليبرالي، ومنهم الوطني المستقل الهادف إلى التغيير.
عن موقع دار الحياة
إقرأ أيضا:
التدوين العربي تحت المجهر - الأستاذ عبد اللطيف المصدق
المدونون - برنامج تحت المجهر، الجزيرة
ماهي المدونة؟ - موسوعة ويكيبيديا
حركة التضامن مع قضاة ضد الطغاة - الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
التماطل في سن قوانين لمكافحة الفساد - د. عبد العزيز الرماني
هناك 14 تعليقًا:
أشكرك على هذه التدوينة .
أزمة بعض المدونين أن بعضهم نشطاء سياسيين في قوى معارضة ، كما أن الحكومة تقلق من الحس التنظيمي الموجود بينهم .
أرجو ان تصيبنا عدوى "التبوليغ" المصرية لتحريك بركنا الراكدة..!!
جميل ..أرجو الاستمرار.. كما أرجو زيارة موقعي وكتابة رأيكم وتعليقاتكم
http://www.maktoobblog.com/kamel-nsirat
مع محبتي وتقديري
الكاتب الساخر كامل النصيرات
جديد والله الكلام دوت عليه بس حاجه تزعل والله
احنا الحال مش جيد لكن ؟ عبدالمجيد - السودان
السودان الخرطوم انشاء الله نستفيد من التجربة في السودان زوروني علي هذه الوصلة http://www.maktoobblog.com/almageed55
شكرا لزيارتك لمدونتي الحديثة لا اعرف ما مشكلتك مع الفرنسية لااريدك ان تتخد سياسة الاقصاء مبدءا لك. اما ادا كنت تحارب المد الفرانكفوني في تقافتنا فانا معك
أستسمح من الجميع عن غيابي خلال هذا الأسبوع وتأخري في الرد على التعليقات لأسباب خارجة عن إرادتي.
أخوكم أحمد
الأخ عبده: شكرا على الزيارة و الإضافة.
أخوك أحمد
الأخ المصطفى فاضل:
شكرا على تعليقك... نعم هناك نوع من الركود مع العلم أن هناك العديد من القضايا التي تحتاج لمن يتاضال من أجلها.
أخوك أحمد
الأخ الأستاذ كامل النصيرات زعيم مدوني مكتوب :
شرفت مدونة بلا فرنسية بتعليقك و أعدك أنني سأعلق على مدونتك إن شاء الله.
أخوك أحمد
الأخ عبدالمجيد من السودان :
شكرا للزيارة و تحية لكل السودانيين .
أتمنى أن يتحقق السلام في كل البلاد.
أخوك أحمد
الأخ محمد:
شكرا للزيارة. نعم مشكلتي مع الفرنكوفونية وليس اللغة الفرنسية بحد ذاتها. الرجاء الإطلاع على إدراجاتي السابقة لمعرفة المزيد.
أخوكم أحمد
البي بي سي كتبت عن هذا الموضوع. لكن أنا ما فهمتش حاجة. واحد اسمه حسام السكري بيقول ان علاء مش مهم!!!!
http://www.bbc.co.uk/blogs/arabic/2006/06/post_5.html
http://www.bbc.co.uk/blogs/arabic/
حد فاهم حاجه؟؟؟
إرسال تعليق